سكاي ميضار ألطو.
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن زيادة ملحوظة في نشاط فيروس سارس-كوف-2 عالمياً، حيث وصل معدل الإيجابية في الفحوص إلى 11% بحلول منتصف مايو 2025، وهي أعلى نسبة منذ يوليو 2024، مع تركيز الزيادة في إقليمي شرق المتوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ . وقد تم رصد متحور جديد تحت المراقبة يُعرف باسم NB.1.8.1، وهو سليل لسلالة JN.1، حيث ظهر لأول مرة في يناير 2025، ويمثل الآن 10.7% من التسلسلات العالمية المبلغ عنها، مع ارتفاع حاد من 2.5% خلال أربعة أسابيع فقط، خاصة في مناطق غرب المحيط الهادئ (11.7%) والأمريكتين (4.9%) وأوروبا (6%) . ويتميز هذا المتحور بطفرات متعددة في بروتين السنبلة، بما في ذلك الطفرات T22N، F59S، G184S، A435S، V445H، وT478I، حيث تُظهر الطفرات في الموضع 445 زيادة في تقارب الارتباط بمستقبل hACE2 مما قد يعزز قابلية الانتقال، بينما تقلل طفرة A435S من فعالية تحييد الأجسام المضادة من الفئة 1 و1/4، وطفرة T478I تعزز التهرب من الأجسام المضادة للفئة 1/2 . وفي إقليم شرق المتوسط، ارتفع معدل الإيجابية بشكل حاد من 4% إلى 17% بين شهري مارس ومايو 2025، مع تسجيل حالات ملحوظة في مصر والسعودية والإمارات وعمان والكويت وباكستان، بينما في جنوب شرق آسيا، ارتفع المعدل من 0.5% إلى 5% في نفس الفترة، مع زيادة في تايلاند وجزر المالديف والهند، أما في غرب المحيط الهادئ، فقد قفز من 5% إلى 11%، خاصة في كمبوديا والصين وهونغ كونغ وسنغافورة . وتوصي منظمة الصحة العالمية بالاستمرار في المراقبة الدقيقة وتطبيق نهج متكامل قائم على المخاطر للتحكم في كوفيد-19، مع التركيز على التطعيم كأداة حاسمة للوقاية من الأمراض الشديدة والوفيات، خاصة بين الفئات عالية الخطورة مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث أشارت بيانات التطعيم حتى سبتمبر 2024 إلى انخفاض معدلات التطعيم عالمياً بين كبار السن (1.68%) والعاملين الصحيين (0.96%)، مع تفاوتات كبيرة بين المناطق والدخل . وأكدت المجموعة الاستشارية الفنية لمنظمة الصحة العالمية أن اللقاحات الحالية توفر حماية مستمرة ضد الأمراض الشديدة، ونصحت بأن اللقاحات أحادية التكافؤ التي تستهدف سلالات JN.1 أو KP.2 لا تزال مناسبة، مع إمكانية اعتبار اللقاحات المستهدفة لسلالة LP.8.1 بديلاً مناسباً، وشددت على عدم تأخير التطعيم خاصة للفئات المعرضة للخطر . كما دعت إلى تعزيز التدابير الوقائية الأساسية مثل الحفاظ على التباعد الجسدي (متر واحد على الأقل)، وارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو سيئة التهوية، وغسل اليدين المتكرر، وعزل الذات عند الشعور بالمرض، مع التأكيد على أهمية التهوية الجيدة وتجنب التجمعات المغلقة . ورغم عدم وجود تقييم واضح للأثر على الأنظمة الصحية بسبب محدودية بيانات الاستشفاء، إلا أن الاستمرار في إبلاغ ورصد التسلسل الجيني والبيئات الوبائية يظل أساسياً لتتبع تطور الفيروس وتعديل الاستراتيجيات، مع الحاجة الملحة لتعزيز أنظمة المراقبة الوبائية خاصة في المناطق ذات الدخل المنخفض والتي تواجه نقصاً في الإبلاغ .