أوروبا تشتعل، موجة حر غير مسبوقة تجتاح القارة في هذه الايام

Admin Sa.El2 يوليو 2025Last Update :
أوروبا تشتعل، موجة حر غير مسبوقة تجتاح القارة في هذه الايام

 

 

 

تشهد القارة الأوروبية في هذه الأيام موجة حرّ غير مسبوقة، وصفت بأنها من الأشد والأوسع انتشارًا في تاريخها الحديث. فقد بدأت هذه الموجة باكرًا هذا العام، لتضرب مناطق شاسعة من أوروبا الغربية والجنوبية والوسطى، مسببة آثارًا خطيرة على السكان، والبنية التحتية، والبيئة.

في إسبانيا، سجلت درجات الحرارة مستويات قياسية تجاوزت 46 درجة مئوية في مناطق مثل هويلفا ومورا. وقد أدت هذه الظروف إلى وفاة أربعة أشخاص، بينهم طفلان، نتيجة الحرائق التي اندلعت في منطقة كتالونيا، كما عانت مدينة برشلونة من أكثر أشهر يونيو حرارة منذ عام 1914. وقد دفع هذا الوضع السلطات الإسبانية إلى إطلاق تحذيرات صحية وإغلاق بعض المؤسسات العامة.

أما في إيطاليا، فقد صدرت تحذيرات حمراء في 18 مدينة رئيسية، منها روما وبولونيا وميلانو، كما فُرض حظر على العمل في الهواء الطلق خلال ساعات الظهيرة في مناطق عدة. وقد توفي رجلان مسنان في سردينيا نتيجة الإجهاد الحراري، إلى جانب وفاة عامل بناء أثناء تأدية عمله تحت حرارة مرتفعة.

وفي فرنسا، بلغت الحرارة في العاصمة باريس 40 درجة مئوية، ما دفع السلطات إلى إغلاق الطابق العلوي من برج إيفل. كما سُجلت زيادة ملحوظة في حالات الطوارئ بالمستشفيات، تجاوزت 300 حالة خلال يوم واحد، أغلبها تتعلق بضربات الشمس والجفاف الحاد.

كذلك، تأثرت بلجيكا وألمانيا بهذه الموجة، حيث تجاوزت الحرارة في بعض المناطق الألمانية 39 درجة مئوية. وقد اتخذت بلجيكا إجراءات وقائية تمثلت في تخفيض سرعات القطارات وتعديل جداولها لتفادي تمدد السكك الحديدية بفعل الحرارة المرتفعة. أما في المملكة المتحدة، فقد بلغت الحرارة 33.6 درجة مئوية في بعض المناطق، مع توقعات بارتفاعها أكثر خلال الأيام المقبلة.

وفي سويسرا، تم توقيف أحد المفاعلات النووية مؤقتًا بعد ارتفاع حرارة مياه الأنهار المستخدمة في التبريد، ما يسلّط الضوء على تأثير موجات الحر حتى على البنية التحتية الحيوية.

إلى جانب ذلك، تسببت الحرارة المرتفعة في اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق في كل من فرنسا وإسبانيا وتركيا، وأدت إلى عمليات إجلاء لآلاف الأشخاص. كما لحقت أضرار بالغة بالقطاع الزراعي، وارتفعت معدلات استهلاك الكهرباء بشكل كبير، ما أدى إلى انقطاعات في بعض المناطق.

يُجمع خبراء المناخ على أن مثل هذه الموجات ليست استثناءً، بل أصبحت “القاعدة الجديدة”، نتيجة التغير المناخي وتسارع ظاهرة الاحترار العالمي. وتشير التوقعات إلى أن الموجة الحالية قد تستمر حتى نهاية الأسبوع، قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا في بعض المناطق مثل باريس ولندن.

في ظل هذا الوضع، توصي الحكومات الأوروبية المواطنين بتجنّب الخروج خلال ساعات الذروة، وشرب كميات كافية من المياه، وتجنّب الأنشطة البدنية الشاقة، واتباع الإرشادات الصحية المعلنة. كما تعمل السلطات على توفير مراكز تبريد عامة للفئات الضعيفة مثل المسنين وذوي الأمراض المزمنة.

 

Loading

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News
Translate »