ⴰⵊⴰⵏⵏⴰ ⵎⵉⴹⴰⵔ ⵓⴼⴰⵍⴰ أجنا ميضار ألطو
في الآونة الأخيرة، شهد إقليم الدريوش موجة من العمليات الإجرامية التي استهدفت وكالات تحويل الأموال بعدة مناطق من الإقليم، خاصة في مدن الدريوش، ميضار، والعروي، حيث أقدم مجهولون على تنفيذ اقتحامات متكررة استُخدمت فيها أساليب احترافية، مثل خلع الأبواب وكسر الأقفال وتعطيل أنظمة المراقبة، ما خلف حالة من الذعر في أوساط الساكنة وأثار استنفارًا أمنيًا غير مسبوق. وقد تم تسجيل تعرض عدد من الوكالات للسرقة، وسُلبت منها مبالغ مالية مهمة بالدرهم والعملات الأجنبية، إلى جانب تخريب تجهيزات المراقبة وأنظمة الأمن الداخلي، الأمر الذي دفع السلطات الأمنية إلى إطلاق سلسلة من التحقيقات والتحريات المكثفة، بمشاركة عناصر الدرك الملكي والشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وفي تطور جديد وبارز في سياق هذه القضية، تمكنت عناصر الدرك من العثور على السيارة التي استُخدمت في تنفيذ العمليات، بعدما تخلى عنها الجناة في منطقة بين بوفرقوش وجماعة تفرسيت، بعد عملية تمشيط واسعة شملت محيط المناطق المستهدفة. وتبين أن الجناة كانوا قد استولوا على السيارة المذكورة بطريقة عنيفة بعد الإعتداء و مهاجمة سائقها على الطريق الرابطة بين الدريوش وبن الطيب، وتحديدًا في الموقع المعروف بـالصفصاف ، قبل أن يستخدموها لاحقًا في تنفيذ سلسلة من الاقتحامات المنظمة لوكالات تحويل الأموال. ويُعتقد أن التخلي عن السيارة في موقع معزول يدخل ضمن خطة لإخفاء الأدلة وتعقيد عمليات التتبع الأمني، إلا أن الفرق التقنية باشرت على الفور عمليات رفع البصمات وتحليل الأدلة الجنائية من داخل المركبة، بهدف تعقب الجناة والوصول إلى هويتهم. وتزامنًا مع هذه التطورات، كثّفت السلطات من تواجدها الأمني بمحيط الوكالات المالية، وشجعت المواطنين على التبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة، فيما أبدت جمعيات المجتمع المدني انخراطها في جهود التوعية والمطالبة بتحسين أنظمة الحماية داخل الوكالات وتوفير حراسة ليلية. وتعكس هذه الأحداث خطورة التحديات الأمنية التي باتت تواجه المنطقة، لا سيما مع وجود مؤشرات على وجود تنسيق وتنظيم مسبق لهذه الأفعال، ما يستدعي نهجًا أمنيًا استباقيًا يدمج بين التدخل الميداني، التطور التكنولوجي، والتعاون المجتمعي، لضمان أمن المؤسسات المالية وحماية المواطنين من التهديدات الإجرامية المتصاعدة.
( الصورة منقولة من قناة أصوت ادريوش)