رحيل مصطفى البراهمة أحد أبرز رموز الحركة اليسارية الجذرية بالمغرب

Admin Sa.El13 أكتوبر 2025Last Update :
رحيل مصطفى البراهمة أحد أبرز رموز الحركة اليسارية الجذرية بالمغرب

Skymidaralto.com

فقد المغرب، صباح الاثنين 13 أكتوبر 2025، أحد أبرز رموز الحركة اليسارية الجذرية، مصطفى البراهمة، الأمين العام السابق لحزب النهج الديمقراطي، بعد صراع طويل مع المرض. برحيله، تطوى صفحة من صفحات النضال السياسي والنقابي الذي وسم مرحلة كاملة من تاريخ اليسار المغربي المعارض.

وُلد مصطفى البراهمة في خمسينيات القرن الماضي، ونشأ في بيئة متواضعة جعلته قريباً من هموم الطبقة العاملة والفئات الشعبية. منذ شبابه، انخرط في العمل السياسي السري ضمن منظمة إلى الأمام الماركسية، التي كانت تعارض بشدة النظام القائم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وتطالب بتغيير جذري للمشهد السياسي والاجتماعي. هذا الالتزام المبكر بالقضايا الاجتماعية والعدالة جعله هدفا للقمع السياسي في سنوات الجمر و الرصاص.

في عام 1985، تم اعتقال البراهمة بسبب نشاطه السياسي، وحُكم عليه بالسجن لمدة عشرين سنة. قضى منها قرابة تسع سنوات داخل الزنازين، قبل أن يُفرج عنه سنة 1994 بموجب عفو ملكي. تجربة السجن لم تزد الرجل إلا صلابة وإصراراً على مواصلة النضال. فبعد خروجه، انخرط في العمل النقابي داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وظل صوته مرتفعاً دفاعاً عن حقوق العمال والموظفين، وعن المدرسة العمومية والتعليم المجاني.

برز اسم البراهمة في مطلع الألفية الجديدة كأحد القيادات البارزة في حزب النهج الديمقراطي، الذي تبنى توجهاً يساريا ماركسيا مستقلاً. وفي سنة 2012، انتُخب أميناً عاماً للحزب، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية 2022. خلال ولايتيه، عمل على توحيد صفوف اليسار الجذري، والدعوة إلى جبهة اجتماعية لمواجهة السياسات النيوليبرالية، كما كان من الأصوات الجريئة التي طالبت بإصلاحات سياسية عميقة وضمان الحريات العامة.

عرف عن الراحل صراحته الفكرية وصلابته المبدئية، إذ ظل ثابتاً على مواقفه رغم التحولات السياسية والإيديولوجية التي شهدها المغرب خلال العقود الأخيرة. لم يسعَ إلى المناصب أو المكاسب، بل كان يرى السياسة أداة لخدمة الفقراء والمهمشين. وقد اكتسب احترام خصومه قبل حلفائه بفضل صدقه واستقامته الفكرية.

في السنوات الأخيرة، عانى مصطفى البراهمة من مرض عضال ألزمه الفراش وأجبره على الابتعاد عن النشاط السياسي المباشر. ورغم ذلك، ظل يتابع من بعيد تطورات المشهد السياسي ويعبّر عن آرائه من خلال مقالات وتصريحات محدودة، تعكس حرصه الدائم على الدفاع عن مشروعه اليساري الديمقراطي حتى آخر لحظة من حياته.

برحيل مصطفى البراهمة، يخسر المغرب أحد أبرز المدافعين عن العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. كما يفقد اليسار الجذري أحد رموزه التاريخيين الذين حافظوا على شعلة النضال مشتعلة رغم كل الصعاب. وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الحركة التقدمية المغربية، كمناضل واجه القمع بالسجن، والتهميش بالصمود، والم

رض بالكرامة.

Loading

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News
Translate »