مستشفى الدريوش، بنية تحتية حديثة بخدمات متعثرة

Admin Sa.El25 سبتمبر 2025Last Update :
Oplus_131072
Oplus_131072

أجنا ميضار أفلأ.

افتُتح المستشفى الإقليمي بالدريوش بآمال عريضة، بعدما كلف تشييده ما يقارب 238 مليون درهم على مساحة تناهز 17 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 150 سريراً، وبأقسام وتخصصات متنوعة من الجراحة والنساء والتوليد إلى التصوير الطبي والتحاليل. المشروع جاء ليضع حدّاً لمعاناة المرضى الذين كانوا يقطعون عشرات الكيلومترات صوب الناظور أو الحسيمة بحثاً عن خدمة طبية أساسية.

غير أنّ واقع المستشفى اليوم لا يرقى إلى حجم الاستثمار والانتظارات. فالساكنة تشتكي من خصاص حاد في الأطر الطبية، حيث يظل المرضى في كثير من الأحيان في قاعة الانتظار ساعات طويلة دون معاينة من طبيب، فيما يقتصر التدخل على الممرضين. بعض الأقسام إما مغلقة أو تعمل بشكل متقطع، في حين يشير مواطنون إلى أن بعض الخدمات لا تُقدَّم إلا خلال الزيارات الرسمية. هذا الوضع تفاقم بحوادث مأساوية، بينها وفاة شابة بعد عملية قيصرية، وأخرى لرضيع لم يجد أي طبيب يعاينه لحظة وصوله إلى قسم المستعجلات.

الوزير السابق للصحة خالد آيت الطالب قام بزيارة مفاجئة للمستشفى في يوليوز 2023، وقف خلالها على أعطاب التسيير ونقص الموارد، وتعهد بإيجاد حلول عاجلة. كما تم توقيع اتفاقية مع المجلس الإقليمي لتوفير أطباء عامين واختصاصيين وتقنيين. لاحقاً، زار الوزير الحالي أمين التهراوي المستشفى في إطار جولة إقليمية خلال شتنبر 2025، لمعاينة تقدم الإصلاحات. لكن، وعلى الرغم من هذه الزيارات، يرى سكان الدريوش أن الوعود لم تتحول بعد إلى واقع ملموس.

أمام هذا الوضع، خرجت أصوات الساكنة في احتجاجات متكررة، مطالبة بفتح الأقسام المغلقة، تحسين التسيير، وتوفير طواقم كافية. جمعيات حقوقية وهيئات مدنية بدورها نددت بما وصفته بـهدر الاستثمار العمومي” إذا بقي المستشفى مجرد بناية جميلة دون خدمات فعلية. حتى في البرلمان، وُجّهت انتقادات لاذعة للوزارة، ووصفت بعض التدخلات البرلمانية زيارات المسؤولين بـالمسرحية ما لم تُرفق بخطوات عملية.

الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أنّ المستشفى الإقليمي بالدريوش يقف اليوم عند مفترق طرق: إمّا أن يُترجم الاستثمار الكبير إلى خدمة طبية تليق بالمواطن، عبر تعزيز الكادر البشري وتجهيز الأقسام وضمان استمرارية الخدمات، وإمّا أن يبقى عنواناً صارخاً لغياب الحكامة والعدالة الصحية في المناطق الهشة. وبين وعود الإصلاح وصوت الاحتجاج، يبقى أمل الساكنة معلقاً على إرادة سياسية صادقة تنقل المستشفى من واجهة حجر إلى صرح حياة.

Loading

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News
Translate »