skymidaralto.com
شهدت مدينة الحسيمة صباح يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 حادثًا مروّعًا هزّ الرأي العام المحلي والوطني، حين أقدم شخص على إضرام النار في جسد الفنان مصطفى أموسى، المعروف في الأوساط الفنية باسم ( سوليت ) ، في مشهد صادم جرى أمام أنظار المارة بشارع الزلاقة وسط المدينة.
وفق المعطيات الأولية، اقترب الجاني من الفنان في هدوء حيث كان جالسا بالمقهى و جره الى الشارع بعنف قبل أن يسكب عليه مادة قابلة للاشتعال ويضرم فيه النار دون مقدمات. تدخل المواطنون والوقاية المدنية بسرعة لإنقاذ الضحية، الذي نُقل على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بالحسيمة، قبل أن يُحوَّل لاحقًا إلى مستشفى بطنجة نظرًا لخطورة حالته، حيث أكدت مصادر طبية أنه يعاني من حروق من الدرجة الثالثة ويمكث في غيبوبة بقسم الإنعاش.
النيابة العامة بالحسيمة فتحت تحقيقًا عاجلًا لتحديد ملابسات الحادث البشع، فيما تمكنت المصالح الأمنية من توقيف المشتبه فيه ووضعه رهن الحراسة النظرية في انتظار عرضه على القضاء. وتشير بعض المصادر إلى احتمال معاناة المعتدي من اضطرابات نفسية، غير أن هذه الفرضية لا تزال قيد التحري الرسمي.
الفنان مصطفى ( سوليت ) يُعد من أبرز الأسماء الفنية في مدينة الحسيمة. وُلد ونشأ بالمدينة ذاتها، واشتهر بموهبته الموسيقية وحضوره الإنساني رغم معاناته من إعاقة بدنية لم تمنعه من الإبداع والعطاء. كان يُمثل نموذجًا للإصرار والتحدي في الساحة الفنية المحلية، إذ نجح في كسب محبة الجمهور البسيط عبر أعماله الفنية التي استلهم فيها الواقع الاجتماعي والوجدان الشعبي للمنطقة الريفية.
الحادث خلف صدمة كبيرة لدى سكان الحسيمة والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن استنكارهم الشديد لهذا الفعل الوحشي وطالبوا بإنزال أقصى العقوبات على الجاني، مؤكدين تضامنهم مع الفنان المصاب الذي لطالما جسّد روح الأمل والمثابرة. كما دعا نشطاء إلى ضرورة توفير الحماية والدعم النفسي والاجتماعي للفنانين المحليين الذين يعيش كثير منهم في ظروف صعبة دون تأمين أو تغطية صحية كافية.
هذه الجريمة البشعة لا تمسّ فقط جسد فنان، بل تُعتبر طعنة في قلب الإنسانية، وتطرح تساؤلات عميقة حول واقع العنف المجتمعي ومكانة الفنانين في النسيج الاجتماعي المغربي. تبقى الأنظار متجهة نحو نتائج التحقيق القضائي، على أمل أن ينال المعتدي جزاءه العادل، وأن يتعافى “سوليت” ليعود إلى جمهوره الذي يرى فيه رمزًا للشجاعة والإبداع رغم الألم.
