سكاي ميضار ألطو
في خضم احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة، تتحول الليالي إلى لحظات تنبض بالحب والثقافة والتاريخ. في مدينة فوبرطال الألمانية، حيث تجتمع الجاليات الأمازيغية من مختلف الأنحاء، شهدنا أمسية فريدة جمعت بين حرارة التراث وبرودة الطقس. في هذه الليلة المميزة، تتجاوز كلماتنا حدود الزمان والمكان لتجسد حكايات أجيالنا وتعكس هويتنا الأمازيغية الأصيلة.
تجمع الحفل بفنانين ملتزمين قدموا من مختلف الأماكن رغم تحديات السفر وبرودة الطقس، ليشاركوا في صنع مجد الأغنية الريفية. احتضنت فوبرطال بدفء هذه الأمسية الثقافية والموسيقية، لتكون بمثابة جسر يجمع بين الماضي والحاضر.
تزينت القاعة بزخارف وألوان تعكس التراث الأمازيغي، بينما تردد في أرجائها أصوات الآلات الموسيقية التقليدية والأغاني التي تحمل قصص الأجداد ونضالاتهم. رقص الجمهور على إيقاعات تعبر عن الفرح والاعتزاز بالهوية، وتبادلوا الذكريات والضحكات في أجواء تضج بالود والتآلف.
كان الحضور من جميع الأعمار، حيث شارك الكبار والصغار في هذا الحدث البهيج، ليؤكدوا على تمسكهم بالهوية الأمازيغية ونقلها للأجيال القادمة. لم تكن الأمسية مجرد احتفال، بل كانت رسالة تحمل الكثير من المعاني عن الحب والانتماء والجذور.
كانت فرصة للسفر عبر تاريخ الهوية و الصراع من اجل إثبات الذات عبر مداخلة الدكتور عبد الرحمان العيساتي المتخصص في الأمازيغية،.
هذه الفعالية تُظهر كيف يمكن للثقافة والفن أن يجمعا الناس من مختلف الأعمار والخلفيات، ليشعروا بروح الانتماء والافتخار بتراثهم. إنها ليلة للذكرى، حيث يُحتفى بالثقافة الأمازيغية بروح التعاون والاحتفال، وتظل كلماتنا وأغانينا جسراً يربط بين الأجيال.
