سكاي ميضار ألطو :
أوضحت الشرطة الإسبانية، أنها سجلت أسماء حوالي 300 شخص، في إطار تحقيق حول أعمال شغب واشتباكات اجتاحت بلدة توري باتشيكو في منطقة مورسيا في وقت سابق من الشهر. وخلال الاضطرابات، تورطت جماعات متطرفة في حوادث مناهضة للمهاجرين، عقب اعتداء وقع على رجل مسن من البلدة. وتم الإعلان عن هذا الرقم من قبل ممثلة الحكومة المركزية في المنطقة ماريولا جيفارا، في تصريحات للصحفيين.
* الحوادث جزء من استراتيجية الجماعات اليمينية المتطرفة
وأضافت جيفارا، أنه في حال ثبوت ارتكابهم مخالفات إدارية أو جرائم، سيتم تغريمهم أو اعتقالهم. وتابعت أن ما حدث في توري باتشيكو، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة، حوالي 30% منهم من أصول أجنبية، هو نتيجة استراتيجية تنتهجها جماعات مرتبطة بأحزاب سياسية ويمينية متطرفة، تسعى إلى استغلال أي حادث صغير لإشعال وخلق هذه الأنواع من الصراعات. وأردفت أن هذه الاستراتيجية “لم تنته في توري باتشيكو”.
وفيما يتعلّق بالهجوم الذي سبق موجة الحوادث العنصرية والذي تبعه انتشار دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لملاحقة المغاربة المقيمين في المدينة، أوضحت جيفارا أن التحقيقات تشير إلى وجود ثلاثة مشتبه بهم: أحدهم يُعتقد أنه المنفّذ الرئيسي للجريمة، بينما يُشتبه في تورّط الاثنين الآخرين كشركاء له. وأضافت أن المشتبه بهم لا ينتمون إلى المدينة.
* 138 ألف رسالة معادية للمهاجرين على مواقع التواصل الاجتماعي
وخلال الاضطرابات العنيفة التي هزت مدينة توري باتشيكو، خاصة في الفترة بين 11 و13 يوليوز، تم اعتقال العديد من الأشخاص. ونقلت إذاعة كادينا سير ووكالة الأنباء الإسبانية عن المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية وكراهية الأجانب، قوله إنه تم رصد ما لا يقل عن 138000 رسالة معادية للمهاجرين على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة بين 6 و12 يوليوز ولم يحذف منها سوى 22%.
وسارع وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي مارلاسكا، إلى إعلان أن الفيديو الذي تسبب في اندلاع أعمال الشغب كان مزيفا، لأن المقاطع التي يظهر فيها الرجل المسن الذي تعرض للاعتداء ليست تلك الخاصة بالهجوم الذي وقع في التاسع من يوليوز، كما أن الضحية نفسه نفى وجوده في الفيديو.
وأكد الوزير الإسباني أنه “عند ملاحظة أي فعل إجرامي على وسائل التواصل الاجتماعي، يُبلّغ عنه إلى مكتب المدعي العام ويُتخذ الإجراء اللازم”.
واتهم الوزير اليمين المتطرف، وتحديدا حزب “فوكس” وخطابه التحريضي، بالمساهمة في تأجيج العنف، من خلال نشر معلومات كاذبة تربط الهجرة غير النظامية بالجريمة دون أي مبرر. من جانبه، نفى زعيم الحزب، سانتياغو أباسكال، هذه الاتهامات.
