skymidaralto.com
ألغى البرلمان الألماني، بحر هذا الاسبوع، برنامج التجنيس المُعجّل الذي كان يتيح للأجانب الحصول على الجنسية خلال ثلاث سنوات فقط.
وبموجب القانون الجديد، سيُطلب من الراغبين في الحصول على جواز السفر الألماني الإقامة القانونية في البلاد لمدة خمس سنوات على الأقل، مع الإبقاء على خيار ازدواج الجنسية.
* شروط التجنيس بعد التعديل
رغم إلغاء المسار السريع، ما زال بإمكان الأجانب التقدّم بطلب التجنيس، لكن بشروط أوضح وأكثر صرامة. إذ يتعين على المرشحين إثبات اندماجهم في المجتمع الألماني من خلال:
> إتقان اللغة الألمانية،
> المشاركة في أنشطة تطوعية،
> تحقيق نجاحات مهنية أو أكاديمية.
وفي هذا السياق، صرّح وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت أمام البرلمان قائلاً: “يجب أن يكون جواز السفر الألماني تتويجًا لعملية اندماج ناجحة، لا مجرد حافز للهجرة غير الشرعية”.
* أرقام قياسية في منح الجنسية
القرار جاء رغم تسجيل عدد قياسي من المجنسين في عام 2024، حيث حصل أكثر من 300 ألف أجنبي على الجنسية الألمانية، بزيادة بلغت 46% مقارنة بعام 2023، وفق بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء. ومع ذلك، لم يستفد من برنامج التجنيس السريع سوى بضع مئات فقط، ما دفع الائتلاف الحاكم (حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي) إلى اعتباره إجراءً غير ذي تأثير فعلي على أعداد المجنسين.
* ضغوط متزايدة بسبب الهجرة
تشديد قوانين الجنسية يأتي في ظل تنامي الضغوط على الدولة الألمانية نتيجة الارتفاع المستمر في أعداد الوافدين، وما يرافقه من تحديات أمنية وخدماتية. وقد أصبح ملف الهجرة موضوعًا حساسًا داخل المجتمع، وسط مخاوف من تأثيره على الأمن والاستقرار.
هذه الأجواء ساهمت في صعود شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) المناهض للهجرة، كما عززت توجه الحكومة نحو سياسات أكثر صرامة. ففي شهر أغسطس الماضي، أعلن وزير الداخلية عن تعزيز مراقبة الحدود وتسريع عمليات الترحيل، خاصة بعد وقوع خمس هجمات إرهابية خلال أقل من عام، مؤكداً أن “من الضروري ضمان عدم بقاء المجرمين على الأراضي الألمانية”.
* بين الانفتاح والتشدد
كذا تجد ألمانيا نفسها أمام معادلة صعبة: الحفاظ على تقاليدها كوجهة جاذبة للمهاجرين والكوادر المؤهلة، وفي الوقت نفسه الاستجابة لمخاوف المواطنين من الضغوط الاقتصادية والأمنية. وبين هذين التوجهين، يظل النقاش حول سياسات الجنسية والهجرة في قلب الجدل السياسي والاجتماعي داخل البلاد.