ⴰⵊⴰⵏⵏⴰ ⵎⵉⴹⴰⵔ ⵓⴼⴰⵍⴰ. اجنا ميضار ألطو
أعلنت محكمة فرنسية، اليوم الخميس 17 يوليوز 2025، قرارها بالإفراج عن المناضل اللبناني جورج عبد الله، أقدم سجين سياسي في فرنسا، المعتقل منذ 24 أكتوبر 1984، بعد مسار قضائي طويل استمر أكثر من 40 سنة خلف القضبان.
ويُعد جورج عبد الله، الذي وُلد عام 1951 في بلدة القبيات شمال لبنان، أحد رموز النضال اليساري المناهض للإمبريالية، وكان من أبرز نشطاء “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”. وقد أدين في فرنسا بتهم تتعلق باغتيال دبلوماسيين أمريكيين وإسرائيليين في أوائل الثمانينات، وحُكم عليه بالسجن المؤبد سنة 1987.
رغم انتهاء الحد الأدنى القانوني لعقوبته منذ 1999، ظل عبد الله معتقلاً طيلة العقود الماضية، ما أثار موجات متكررة من التضامن الشعبي والسياسي، خصوصًا في الأوساط اليسارية العربية والأوروبية، التي اعتبرت احتجازه المستمر انتهاكًا صارخًا للعدالة والحقوق المدنية. كما طالبت الحكومات اللبنانية المتعاقبة مرارًا بالإفراج عنه دون أن تلقى استجابة من السلطات الفرنسية.
وقد جاء قرار الإفراج بعد مراجعة قضائية جديدة، رافقها ضغط منظمات حقوقية وسياسية دولية، إضافة إلى تزايد الانتقادات للمنظومة القضائية الفرنسية بسبب التماطل في تنفيذ قرارات الإفراج السابقة، التي كانت تُجهض بتدخل سياسي مباشر من وزارات الداخلية أو الخارجية الفرنسية.
وفي أول رد فعل رسمي، رحّب وزير العدل اللبناني بالقرار، معتبرًا إياه “نصرًا للعدالة ولحقوق الإنسان”، ومؤكدًا أن الحكومة ستتخذ الترتيبات اللازمة لعودة عبد الله إلى لبنان “في أسرع وقت ممكن”. كما خرجت مظاهرات احتفالية في بيروت وصور وعدد من المدن اللبنانية، رفع خلالها المشاركون صور جورج عبد الله وأعلام فلسطين ولبنان.
ومن المتوقع أن يفتح هذا القرار النقاش مجددًا حول استقلالية القضاء الفرنسي، وحدود تدخل الدولة في قضايا ذات طابع سياسي حساس، كما يُنتظر أن ينعكس الإفراج عن عبد الله على العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبيروت، وعلى موقف الرأي العام الفرنسي من قضايا الاعتقال السياسي.
جورج عبد الله، الذي أمضى في السجن ما يزيد عن 41 عامًا، يُعد اليوم رمزًا عالميًا لصمود السجناء السياسيين، وتحوّله إلى أيقونة نضالية تجاوزت الحدود الجغرافية والآيديولوجية..