أجنا ميضار ألطو
في نهاية الأسبوع المنصرم، خرجت موجة احتجاجات غير مسبوقة في شوارع المغرب، قادها شباب من جيل Z ، الذين وُلدوا بين أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة. هذا الجيل، الذي نشأ في عصر الرقمنة والتواصل عبر الإنترنت، أعرب عن استيائه العميق من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة في البلاد، مطالبًا بتحسين جودة الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم وتوفير فرص عمل لائقة، فضلاً عن الحد من الفساد وغلاء المعيشة. وقد رفع المحتجون شعارات قوية مثل “الصحة أولاً، ما بغيناش كأس العالم”، معبرين عن رفضهم لتخصيص الموارد الضخمة لمشاريع رياضية دولية على حساب احتياجاتهم الأساسية.
استخدم شباب جيل Z منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وتلغرام في تنظيم احتجاجاتهم، ما أتاح لهم التعبير عن مطالبهم بسرعة والوصول إلى جمهور واسع، معتمدين على أساليب مبتكرة في التعبئة دون الحاجة إلى قيادة مركزية واضحة أو انتماء حزبي. وبالرغم من الطابع السلمي في معظم الحالات، شهدت الاحتجاجات بعض المواجهات مع قوات الأمن، وأدت إلى اعتقال أكثر من 120 شخصًا حسب تقارير منظمات حقوقية محلية ودولية.
وعلى الرغم من أن الحراك يمثل تعبيرًا مشروعًا عن الغضب الاجتماعي للشباب، ظهرت بعض المخاوف بشأن احتمال استغلاله من قبل جهات خارجية أو جماعات سياسية ذات أجندات خاصة، بهدف توجيه الحركة أو التأثير على الرأي العام. إلا أن المطالب الأساسية للشباب تظل واضحة، ومتمحورة حول تحسين حياتهم اليومية وضمان مستقبل أكثر عدلاً واستقرارًا، مما يعكس وعيًا مجتمعيًا حقيقيًا ورغبة ملحة في التغيير.
احتجاجات جيل Z في المغرب تمثل بذلك انعكاسًا لصوت الشباب الذي لم يعد يكتفي بالمطالبة عبر القنوات التقليدية، بل يستخدم الأدوات الرقمية للتأثير والمشاركة المباشرة في الشأن العام، وتستدعي هذه الحركة استجابة جادة من السلطات لتلبية احتياجات هذه الفئة وضمان عدم استغلالها لأغراض سياسية أو خارجية.