جدل الساعة الإضافية يعود للواجهة بعد تحرك إسبانيا لإنهاء التوقيت الصيفي

Admin Sa.El27 أكتوبر 2025Last Update :
جدل الساعة الإضافية يعود للواجهة بعد تحرك إسبانيا لإنهاء التوقيت الصيفي

عاد النقاش حول الساعة الإضافية إلى واجهة الجدل الأوروبي بعد أن أعلنت الحكومة الإسبانية نيتها التحرك رسميًا لإنهاء نظام التوقيت الصيفي الذي يُطبَّق منذ عقود، في خطوة وُصفت بأنها “نهاية زمن الساعة المضافة”.

في السنوات الماضية، دافعت الدول الأوروبية عن فكرة تقديم الساعة ساعة واحدة في الربيع وإرجاعها في الخريف بهدف الاستفادة من ضوء النهار وتوفير الطاقة. لكن يبدو أن تلك الحجة أصبحت خارج السياق الحديث، فأنماط الحياة تغيّرت، والاقتصادات الرقمية والاعتماد على الطاقة الحديثة جعلت العائد من هذا التغيير محدودًا للغاية.

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أعلن مؤخرًا أن بلاده ستتقدّم باقتراح إلى الاتحاد الأوروبي لإلغاء التوقيت الصيفي ابتداءً من عام 2026، مؤكدًا أن “السياسة الرشيدة هي التي تستمع إلى العلم وإلى المواطنين”. هذا التصريح جاء مدعومًا باستطلاعات رأي أظهرت أن نحو 65% من الإسبان يفضلون الإبقاء على توقيت ثابت طوال العام دون تغيير موسمي.

الحكومة الإسبانية بررت تحركها بثلاث نقاط رئيسية: أولًا، أن التغيير الموسمي لم يعد يحقق وفورات طاقية تُذكر؛ ثانيًا، أن تبديل الساعة مرتين في السنة يسبّب اضطرابًا في النوم والمزاج، ويؤثر على الصحة العامة؛ وثالثًا، أن الغالبية الشعبية ترى أن هذه العادة أصبحت عبئًا لا ضرورة له.

لكن رغم هذا الدعم الشعبي، ما زال القرار يثير تساؤلات. فهل ستختار إسبانيا التوقيت الصيفي الدائم أم الشتوي الدائم؟ هذا الخلاف ليس بسيطًا، إذ إن اختيار أحدهما سيؤثر على نمط الحياة اليومي، أوقات العمل، ومواعيد المدارس. إضافة إلى ذلك، فإن التنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أمر ضروري حتى لا تتحول إسبانيا إلى “جزيرة زمنية” تختلف عن جيرانها في التوقيت الرسمي.

تاريخيًا، حاول الاتحاد الأوروبي عام 2019 إنهاء التوقيت الصيفي بعد استفتاء شعبي أوروبي أظهر رفضًا واسعًا للاستمرار به، لكن التنفيذ توقّف بسبب غياب التوافق بين الدول الأعضاء حول التوقيت المناسب لاعتماده بشكل دائم. ومع إعلان إسبانيا الأخير، يبدو أن الجدل سيتجدد بقوة داخل أروقة بروكسل.

من ناحية اقتصادية وصحية، قد يؤدي الإلغاء إلى استقرار أكبر في الروتين اليومي وتحسين جودة النوم والإنتاجية. كما أن الأعمال والشركات يمكن أن تستفيد من وضوح الجداول الزمنية وثباتها، ما يقلل الأخطاء التشغيلية في النقل والرحلات الدولية. في المقابل، يخشى قطاع السياحة من أن فقدان الساعة الإضافية في المساء قد يقلل من النشاط في الشواطئ والمقاهي والمطاعم التي تزدهر في ساعات الغروب الطويلة.

أما من زاوية اجتماعية، فإن تثبيت التوقيت يُعتبر خطوة نحو تكييف أفضل مع الإيقاع الطبيعي للحياة، خاصة في عالم يعاني من ضغط نفسي ودوامة زمنية متسارعة. جيل الشباب الإسباني يرى أن التوقيت الثابت يخلق توازنًا أكبر بين الحياة والعمل، ويقلل من اضطراب الجسم الناتج عن

-jet lag- الداخلي الذي يصاحب تغيير الساعة الموسمي.

Loading

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News
Translate »